الثلاثاء، ٢٧ نوفمبر ٢٠٠٧

,, اللعـب مع الأفكـار ’’




أبحث عن الأفكار في عقلي لا أجدها, أنادي عليها فلا أسمع سوى ضحكاتها المكبوتة.


أخرجي الآن لا طاقة لي للجري خلفك ِ في هذه الدهاليز المُغبِرَة, أخشى على نفسي من الضياع.


مرة أخرى لا جواب سوى ضحكة مكتومة أخرى و لكنها تبدو أقرب هذه المرة, يبدو أنها تغريني للبحث عنها بطريقتها الخاصة, لن أنقاد خلف هذه الرغبة الطفوليه بالجري في كل مكان و على وجهي تستريح ابتسامه استمتاع لذيذ و أنا أتسلل على أطراف أصابعي تجاه ذلك الظل المستلقي هناك بكل سذاجة, لا لن أتحرك من مكاني يجب أن أكون صارمة أكثر كما يفعل الكبار.


إن لم تخرجي حالا ً فسأرحل بدونك ِ , و من دون قلمي لن تري النور ثانية ً و ستضلين هنا من الوقت ما تشائين بل أكثر من ذلك بكثير.


هذه المرة كان لصوتي الأثر المطلوب فهاهي قادمة تجاهي, تلك تكتم عبرَة و الأخرى تنكس رأسها تداري دموعا ً جرت على وجنتيها و زميلة لهم تتقدم خطوتين على مضض و تتراجع أخرى و الكثير من التعابير التي توحي بخيبة الأمل.


لم أكترث و انتظرتها حتى تصل جميعا ً, فجأة بصوت يأتي من خلف المجموعة ( لن أرحل, أنا باقية هنا حتى و إن بقيت للأبد ).


نظر الجميع تجاه الصوت مذهولين و أنا معهم أجبتها ( ستبقي هنا وحدك ِ, ستشعرين بالخوف ) قالت بكل كبرياء ( فليكن إذن )


تلك الفكرة الضئيلة التي ذكرتني بنفسي كثيرا ً في صغري ألجمتني أمام الجميع بشجاعتها الغبية, تعاند لأجل أن تعاند فقط!


لحظه صمت تبعتها لحظه أطول و من ثم لحظات أطول بكثير, تذكرت حلم الطفولة بالبقاء طفلة للأبد.


ابتسمت و رفعت يدي في الهواء دون مقدمات و صرخت بهم بصوت يملئه السرور ( فلتختبئوا قبل أن أنقض عليكم ^_^ )


كانت تلك الطفلة في داخلي التي لم تكبر بعد, و لن تفعل أبدا ً.


في غضون لحظات عادت تلك الأفكار لتختفي من أمامي ثانية ً و ضحكاتها تبتعد شيئا ً فشيئا ً, لكنني تبعتها بسرور هذه المرة.

الأحد، ٢٥ نوفمبر ٢٠٠٧

.:| لمسـة حنـان |:.


كم منا يعرف مقدار ما لديه من حنان؟



سؤال يحيرني



كثيرا ً ما أفاجئ نفسي بـ برود يحول أكبر جبل من الجليد إلى أصغر شظايا قد تراها العين
و كثيرا ً أيضا ً ما أجد نفسي أبكي وحدي أمام شاشة التلفاز لمنظر طفل جائع أو رجل عاجز أو إمرأة مكلومة


لماذا هذا الحاجز الخفي
الذي نختبئ خلفه طوال الوقت


لماذا لا نجرؤ غالباً
على إظهار مشاعرنا



أنا أعلم أنني أملك مشاعر مرهفة
و أعلم أنكم تملكونها أيضاً
و أنتم تعلمون أنني أملكها
كما تملكونها بالضبط


طالما كلنا نعلم
لماذا نضل نخبئها بإصرار؟


ليست عيبا ً أو حراما ً في أي عرف
مع ذلك يضل السبب مجهول


في بعض الأحيان
تقفز لذهني أفكار مجنونة
أجد نفسي بلا مقدمات أدخل غرفة أختي الكبرى
لأقبلها على جبينها قبل أن تنام



كثيرا ً ما فعلتها
و في كل مرة كانت عيناها تزداد إتساعاً

أحيانا ً فقط
أعدل عن الفكرة
لأنني أعرف تماماً
أن أختي تملك فائض من الدموع



هل تصدقون أنها بكت من مجرد قبلة؟
بكت من الشعور بأن هناك حقا ً من يهتم؟؟


إذا كانت مشاعرنا ستبكي من حولنا
إذن فذلك سبب وجيه لكتمانها


ألا ترون ذلك؟

الجمعة، ٢٣ نوفمبر ٢٠٠٧

[ ليالـي رماديـة ]








هي ليال ٍ رمادية تلك التي بكت فيها السماء
و كأنما تواسي دمعا ً في مقلتيّ, تحجر


بكت و بكت طويلاً
ًلم أعرف لدموعها سببا


كنت أنا الحزينة
كنت أنا الجريحة


أتراها كانت تقبّل بتلك الزخات
ذكريات سارت على الأرض يوماً



من أشتاق لمن يا ترى؟





من شرفتي

رأيته يرحل



يجر خياله على الأرض
وقع أقدامه كدوي الرصاص في أذني



ليس لرحيلة عودة
ليس له عودة



لم تكن صورته واضحه
بعثرت ملامحه زخات المطر
و سبحت ألوان وجهه بدموعي المعلقة



رحل و لم ألق ِ عليه
نظرة الوداع الأخيرة


//


سلب مني كل ذكرى
رحل دون أن ينظر خلفه
كان أجبن من أن يودعني



رحل و تركني
أشهد إنتحار دمعة



السبت، ٢ يونيو ٢٠٠٧

۝ تناقضــات ۝



خلف الكلمات
هناك حيث تقبع الـ أنا
/
\
أرى نفسي بوضوح شديد
تتجلى لي الحياة في كلمة واحدة
\
/
أرى الجميع في ذات الصورة
كلا ً منهم سكن جزءا ً منها
/
\
قد يخال لك أن المكان هنا مزدحم
إنه فقط مكتظ بالألم و شيء من الأمل
\
/
في أعينهم تستقر لغة واحدة
تفهمها دون أن تدرك أنك فعلت
/
\
الإبتسامة قد تعني الكثير من الأمور
لكنها هنا ذات مغزى واحد
\
/
تناقض بين الثغر و المقلة
الأولى تأن و الثانية تبتسم في آن
/
\
رجل و أمرأة
حب و كره
موت و ولاده
\
/
الحياة هكذا
أثنان متناقضان
/\
\/
_

الأحد، ٢٧ مايو ٢٠٠٧

♣ روح معذبة ♣


يا إلهي أني أشكرك
على هذه المصائب المتلاحقة
بقلب صادق أحمدك
على هذه العلامات

أنسيت أنت و هي
أن الله إذا أحب العبد ابتلاه
فلا تقل أنك أداة الله
سلطها علي لسوء

تلك الدموع التي أغتسل بها كل صباح
تذهب عني كل الكراهية
تنسيني ما فعلته لي بالأمس

الرعشة التي تراها على شفتي
تهيئني لضربتك القادمة
إلا أنني لا أعتادها
و في كل مرة
أشعر بها
تؤلم
أكثر
فأكثر

كيف لم أنتبه لمنبع الألم منذ البداية
إنه هنا حيث لازلت أحتفظ بحبك
النيران تحصد ما تبقى بداخلي
و ما أنت إلا حطب يغذيها
لتكبر, و تكبر, وتكبر

لدي من الكبرياء
حصون و قلاع
تحجب عنك
نظرة الانكسار
التي جاهدت كثيراً
لتلمحها من طرف عيني

لا يا عزيزي
رغم ما بي من ألم
لن أجعل تنال مرادك
سأضل صامدة
و إن كنت أموت في الدقيقة ألف مرة
فسأحرص على ألا تعلم

إلهي, لازلت أشكرك و أشكرك
بعد أن ينتهي الأمر
جل ما أريده
أن أرحل من هنا
إلى البعيد
إلى المستحيل
إلى اللا مكان
لا يهم
طالما أنه بعيدا ً عن هنا

دوام الحال من المحال
تذكر مقولة أختك الصغيرة
أمنياتي لك بحياة سعيدة
لا تستغرب فأنا أتمنى ذلك فعلاً

كما يقول شعب الأندلس
adiós

السبت، ٥ مايو ٢٠٠٧

.• أنين في صدر الليل • .


آهـ ٍ يا وسادتي
بِت أخشى عليك ِ أن تذوبي
أمتنعت عن البوح منذ زمن
حتى أنت ِ ما عدت أشكوكِ
قتلني الناس و غلبني الزمن
أي ذنب أقترفت يداي
لم أعلم يوما ً أبداً
للنفي و السجن أرحم
من مجتمع يدعو نفسه بالـ محترم
بين كل أثنين معركة
و الكل في الحرب مشتركة
يوجد شرٌ مستعر
خلف الأبواب المغلقة
لست إلى هنا أنتمي
و ليس لي في الرحيل خيار
ما أصعب قلة الحيلة
لا تنفع الطيبة الأخيار
حياتي بمثابة جريمة
أبرز فيها بدور الضحية
و على هؤلاء التنفيذ
لا مكان هنا للرحمة
و لا مجال للرأفة
أو حتى
رصاصة الرحمة

الخميس، ٣ مايو ٢٠٠٧

乂 قـهـوهـ المســاء 乂


جلست ذات مساء
أمام طاولة عريقة من خشب الزان
للحظه يُرهِبُني صمتها و سيطرتها على مساحه كبيرة من المكان

أفيق من أفكاري الخرساء
إنها مجرد أخشاب لا أكثر
أتحسس بأطراف أناملي تلك النقوش
إنها تحكي قصه قطيع الأفيال
!الذي غرق عابرا ً النهر


يركز فكري كعادتي على كل ثانوي
كل صغيرة قد تكون خفيت عن الأعين
أرى ذلك السنجاب المطل برأسه من تجويف في إحدى الأشجار
و تلك الفراشة التي ما أنفكت تحوم فوق رأس الراعي المنهك
و أسأل نفسي ربما للمرة المليون
أيعقل أن يغرق قطيع من الأفيال في شبر ماء !؟


يخترق صمت المكان صوت الباب الذي أنفتح بشدة
إنها الخادمه, تسير دوما ً و كأن أشباح ٌ تطاردها
هكذا هي دائما ً متهورة, لا ترى أبعد من أنفها
لا أستطيع أن أمنع نظرة غضب تشتعل في عيني لتخترق رأسها الفارغ


ترتبك حد البكاء و نظراتها طائشه في كل إتجاه
تحاول أن تعرف ما أريد و تخاف النظر إليّ مباشرة
أسلط نظري على زاوية معينه من الطاولة و بلهجه بارده آمرها أن تضع ما بيدها هنا


هدأت نفسي و خرس عقلي و لم تعد حاسه تعمل فيّ سوى حاسه واحده
أشتم بها رائحه هذا المخدر الرائع سريع المفعول


أغمض عيني
أتنشق بعمق
لا أريد لذرة من هذه الرائحه أن تهرب مني


و للمرة الثانيه أنظر للباب غاضبه
متى ستترك عنها هذا الإندفاع الطائش
!كادت مسامير الباب أن تتفكك بين أصابعها
تساءلت


دوما ً أسمع من الناس أن لي نظرة مرعبه
هل أنا فعلا ً كذلك ؟
لم أشاهدها يوما ً لأحكم
إنما يكفي أرى إنعكاسها على وجوههم


حقا ً أنا مرعبة
و أضحك بهمس لهذه الفكرة
لا يمكن لوجه طفولي كالذي أملك أن يكون مرعبا
"و أتذكر المقوله " لا تصدق كل ما تراه عيناك
إنها حقا ً عميقة المعاني
خصوصا ً في بحثنا عن الحقيقه


أعي لنفسي و لمصدر المخدر النفاث
إنها لرائحة زكية
هل من بشر يقاوم قهوة المساء ؟
لا أظن


أمرر أصبعي على حافة الكوب
أرسم نصف الدائرة التي أعتدت رسمها
و أتساءل بصمت
هل سأعثر على نصفها الآخر يوما ً ؟


من دخانها المنبعث
يهيأ لي أن تلك المخلوقات التي حُفِرَت في قلب هذه الطاولة
حية ترزق


أصوات الأفيال تضج في أذني
أنفاس الراعي المتقطعه أشعرها قربي
أكاد ألمس فراء السنجاب بيدي
و أداعب تلك الفراشة بإبتسامه مني


ثـــــــــــــــــم
صرخه مفزعه تهرب مني
" سحقا ً لك ِ من خادمة, سكبتي ما تبقى من حلمي "

.• جرح عنفوان • .


قل كل ما لديك
أفعل ما تشاء
لم يعد يهمني

تحجرت الدموع في مقلتي
نشف الدم في عروقي
ما عاد قلبي ينبض بشيء

علمتني القسوة كيف تكون
علمتني العيش بضمير مركون
علمتني حقا ً من أكون

أجرح و زد في تجريحك
أصرخ,أكذب,أضرب إن لزم الأمر
أعلم أنك خائف من ضعفك

ليتك فقط ترحل عن عالمي
تتوارى من الوجود أمامي
مثلك أبدا ً لا يضايقني
فمكانك لا يعلو باطن قدمي

أستمر على نهجك
يوما ً ما ستقع
و لن تنهض
كما تفعل الآن

يومها سيكون الضحك من نصيبي
و سأضحك كما لم أضحك من قبل
بينما الجميع يبكون على حياتك السيئة
و نهايتك المخزية البائسة

الأحد، ٢٩ أبريل ٢٠٠٧

.• حرب الأنثى • .


مرير هو هذا الزمن
خبثاء هم هؤلاء البشر
لن أكون مثلهم يوما
لا, لن أكون

عندما يجاهر أحدهم بكرهك
يظهر البقية من حيث لا تعلم
أناس تعرفهم و أناس لم تسمع بهم من قبل

لا أعرف كيف تحتمل قلوبنا الضعيفة
ضعف نفوسنا و قذارة أفكارنا
كم تبدو لي كلماتي ناقمة
حبري مخنوق في زجاجتة
لأدعه يمت ببطء شديد
العالم بالخارج ليس أشد ظلاما حيث هو الآن

لا تظن أن دموعي تعني شيئا
لقد مات قلبي من كثرة الطعنات
أشدها ألما ً أكثرها قربا
إنها مجرد عملية طبيعية
يفرّغ بها الجسم جزءا ً من سمومة
عندما فاض به الكيل
و سكن السم كل عروقة
تذكر أن هناك نافذة
تطل على العالم
منها أرى ما لا أحتمل رؤيته

سيكون في إغلاقها راحة مؤقتة
راحة كاذبة
راحة بين الشوطين لا أكثر

عذابي لن ينتهي يوما
لذا لاجدوى من الهروب
سأقف في مواجهته
بكل كبرياء و عنفوان

الكراهية عندما تصدر من أنثى
إنها كراهية عمياء

عجيبة أنتي حقا
ماكرة و غبية في الوقت ذاتة

مضت شهور طويلة
و ستمضي بعدها سنوات
و لم تجرؤي على الخروج من مخبأك ِ بعد

لو كان لديك ِ حفنة مما يسمونه عزة النفس
ما كنت ِ أوكلت ِ بأعمالك ِ القذرة للغير

إنها حرب ٌ طويلة
باردة و تزداد برودة
لابد من براكيني الخامدة
أن تثور يوما

وقتها سأحسم أمر هذه الحرب
(فإما قاتلـ (هـ) أو مقتولـ (
هـ

الثلاثاء، ١٠ أبريل ٢٠٠٧

.• بالفـطـرهـ • .

الثامنه صباحا ً, أنطلق الجميع إلى أعمالهم و تركوني خلفهم, هكذا هي الحال منذ ستة سنوات
درست في الجامعة و لم يتغير الشيء الكثير. أصبحت أغادر المنزل في التاسعة أو العاشرةأو حتى الثانية بعد الظهر, المهم أنني كنت
أخرج من المنزل كالآخرين

لم يدم هذا الحال طويلا ً إذ سرعان ما بدأ طموحي يكبر و يكبر و يغزو كياني و صوت ٌ مزعج في رأسي يردد ( لا لايكفي, لا يكفي ) حفزه الكثير من الأسباب إضافة إلى بعض المغريات و الصعوبات لأجد نفسي في النهاية أقف على خط البداية و لزيادة غرابة الأمر لم
يزدني هذا إلا إصرارا

بدأت من جديد و كأن شيئا ً لم يكن حتى أني عجبت من نفسي و عزيت الأمر إلى أنني في حالة نكران و عدم تصديق

بعد بضعة شهور لا أكثر عاد الوضع لما كان عليه, منذ متى أصبحت المحاضرات تعطى من الخامسة و حتى التاسعة مساءاً. إنها الدنيا تعاندني فقط لا أكثرلن أظلم حظي الذي وقف إلى جانبي طويلا ً, لازلت أعتقد أني أكثر الناس حظا ً و هي لنعمه من الله. الحظ الجيد يذلل أشد الصعوبات قساوة
صبرت و لم أتذمر رغم المائة ميل التي أضطر لقطعها كل أسبوع مرة و لكن مهلا ً, هذه الجامعة الجديدة تمنحني من المميزات ما يجعلني حرة طليقة

تهديني وقتا ً أكثر مما أطلب و لولا الله ثم هذا الحظ الجيد ما كنت أخط الآن بقلمي من شدة ما أعاني من فراغ. نعم أصبحت أعاني منه و لكنها معاناه لذيذه, لا أشتهي مع كوب القهوة سوى قلم و ورقة و لا يحلو لأناملي أن تعانق القلم ليرقصان معا ً على أتغام معزوفة أجهلها سوى في لحظات التأمل و الصفاء
هذا يذكرني بما مضى, لم أجد الوقت قبل سنتين لأكتب ما أحب و لكن قلمي تمسك بي و صب جام غضبة من واقعي على صفحات لا أعلم ما مصيرها الآن

عندما تتكالب علينا الحياة نكتب, نشكي, ننفس عن غضب داخلي تجبرنا الظروف على الوصول إلى آخرالمطاف ... تخيل نفسك تطارد قطة و تحاصرها في النهاية عند زواية جدار, صدقني وقتها أنت من يجب أن يخاف
ليس فقط الإنسان بل و حتى الحيوان, عندما يُدفَعَان لأقصى الحدود و ينفذ منهما الصبر و يتسلل إلى قلبيهما الخوف, تعمى أعينهم و تتوقف عن التفكير عقولهم و لا تعود هناك حاسة تعمل فيهم إنما تقودهم غريزتهم
و عندما يتعلق الأمر بالغريزة يتساوى هنا الإنسان بالحيوان و لن يكون أيهما مسئولا ً عما سيفعل

الاثنين، ٢٩ يناير ٢٠٠٧

معادله غبية





عندما نحاول أن نصنف العالم قد نصل إلى عدد لا متناهي من الأصناف التي يصعب علينا حصرها.إنما نستطيع بكل بساطة أن نصنف العالم إلى نوعين من ناحية الذكاء, أغبياء و أذكياء و لا شيء غير ذلك.



عندما يبدر الخطأ من الصنف الأول " الأغبياء " يبادر معظمنا بالقول: " و ما لذي كنا نتوقعه إنه غبي على كل حال "


أخطاء الأغبياء تكون ذات وقع أخف على الناس إذ أننا نتوقعها بل و نترقبها بطريقة أو بأخرى.



من ناحية أخرى يقابل هذا الصنف " الأذكياء "


يقول القدماء : " غلطه الشاطر بألف "


فماذا كانوا يقصدون بالألف يا ترى ؟


هل كانوا يقصدون ألف غلطه من أغلاط الغبي أم من الأغلاط عموما ً ؟



إذا كانت الأولى أيضا ً فهذا يعني أن غلطه الغبي بواحدة


لماذا تحتسب له بهذه الطريقة ؟


هل لأنه يرتكب الكثير من الأخطاء ؟



هذا قد يجعل الأذكياء يرضخون لضغط هائل بسبب هذه المقارنة الغير عادله



من ناحية أخرى ربما حمّـلنا الأذكياء هذا العدد الهائل لأننا لا نتوقع صدور الأخطاء منهم بتاتا ً .


و لكن أو ليسوا بشر مثلنا ؟


و أبن آدم خطاء.



يبدو أن هناك اعتقاد سائد بأن الذكي لا يخطئ


أليس هذا بحد ذاته اعتقاد غبي !



قال أرسطو يوما ً


" هناك دائما ً ركن غبي في عقول أكثر الناس حكمه و ذكاء "



هذه المقولة وحدها تتجلى فيها آدميتنا.