الخميس، ٣ مايو ٢٠٠٧

乂 قـهـوهـ المســاء 乂


جلست ذات مساء
أمام طاولة عريقة من خشب الزان
للحظه يُرهِبُني صمتها و سيطرتها على مساحه كبيرة من المكان

أفيق من أفكاري الخرساء
إنها مجرد أخشاب لا أكثر
أتحسس بأطراف أناملي تلك النقوش
إنها تحكي قصه قطيع الأفيال
!الذي غرق عابرا ً النهر


يركز فكري كعادتي على كل ثانوي
كل صغيرة قد تكون خفيت عن الأعين
أرى ذلك السنجاب المطل برأسه من تجويف في إحدى الأشجار
و تلك الفراشة التي ما أنفكت تحوم فوق رأس الراعي المنهك
و أسأل نفسي ربما للمرة المليون
أيعقل أن يغرق قطيع من الأفيال في شبر ماء !؟


يخترق صمت المكان صوت الباب الذي أنفتح بشدة
إنها الخادمه, تسير دوما ً و كأن أشباح ٌ تطاردها
هكذا هي دائما ً متهورة, لا ترى أبعد من أنفها
لا أستطيع أن أمنع نظرة غضب تشتعل في عيني لتخترق رأسها الفارغ


ترتبك حد البكاء و نظراتها طائشه في كل إتجاه
تحاول أن تعرف ما أريد و تخاف النظر إليّ مباشرة
أسلط نظري على زاوية معينه من الطاولة و بلهجه بارده آمرها أن تضع ما بيدها هنا


هدأت نفسي و خرس عقلي و لم تعد حاسه تعمل فيّ سوى حاسه واحده
أشتم بها رائحه هذا المخدر الرائع سريع المفعول


أغمض عيني
أتنشق بعمق
لا أريد لذرة من هذه الرائحه أن تهرب مني


و للمرة الثانيه أنظر للباب غاضبه
متى ستترك عنها هذا الإندفاع الطائش
!كادت مسامير الباب أن تتفكك بين أصابعها
تساءلت


دوما ً أسمع من الناس أن لي نظرة مرعبه
هل أنا فعلا ً كذلك ؟
لم أشاهدها يوما ً لأحكم
إنما يكفي أرى إنعكاسها على وجوههم


حقا ً أنا مرعبة
و أضحك بهمس لهذه الفكرة
لا يمكن لوجه طفولي كالذي أملك أن يكون مرعبا
"و أتذكر المقوله " لا تصدق كل ما تراه عيناك
إنها حقا ً عميقة المعاني
خصوصا ً في بحثنا عن الحقيقه


أعي لنفسي و لمصدر المخدر النفاث
إنها لرائحة زكية
هل من بشر يقاوم قهوة المساء ؟
لا أظن


أمرر أصبعي على حافة الكوب
أرسم نصف الدائرة التي أعتدت رسمها
و أتساءل بصمت
هل سأعثر على نصفها الآخر يوما ً ؟


من دخانها المنبعث
يهيأ لي أن تلك المخلوقات التي حُفِرَت في قلب هذه الطاولة
حية ترزق


أصوات الأفيال تضج في أذني
أنفاس الراعي المتقطعه أشعرها قربي
أكاد ألمس فراء السنجاب بيدي
و أداعب تلك الفراشة بإبتسامه مني


ثـــــــــــــــــم
صرخه مفزعه تهرب مني
" سحقا ً لك ِ من خادمة, سكبتي ما تبقى من حلمي "

2 أصـداء:

غير معرف يقول...

جميل ماتكتبين..
ولتأملك في طاولة احتلت معظم المساحة
ابلغ الاثر في النفس
خيل الي انني اتحسسها بأصابعي
وان رائحة القهوة تخدر اعصابي المشدودة
فترتخي حدة نظراتي
..
فعلا لاتصدق كل ماتراه عيناك..
..

سارة الجاسم يقول...

التأمل
ربما هو الشيء الوحيد
الذي تجيده كل المخلوقات بلا خلاف

شكرا ً لمرورك اللطيف

:)