الثلاثاء، ١٠ أبريل ٢٠٠٧

.• بالفـطـرهـ • .

الثامنه صباحا ً, أنطلق الجميع إلى أعمالهم و تركوني خلفهم, هكذا هي الحال منذ ستة سنوات
درست في الجامعة و لم يتغير الشيء الكثير. أصبحت أغادر المنزل في التاسعة أو العاشرةأو حتى الثانية بعد الظهر, المهم أنني كنت
أخرج من المنزل كالآخرين

لم يدم هذا الحال طويلا ً إذ سرعان ما بدأ طموحي يكبر و يكبر و يغزو كياني و صوت ٌ مزعج في رأسي يردد ( لا لايكفي, لا يكفي ) حفزه الكثير من الأسباب إضافة إلى بعض المغريات و الصعوبات لأجد نفسي في النهاية أقف على خط البداية و لزيادة غرابة الأمر لم
يزدني هذا إلا إصرارا

بدأت من جديد و كأن شيئا ً لم يكن حتى أني عجبت من نفسي و عزيت الأمر إلى أنني في حالة نكران و عدم تصديق

بعد بضعة شهور لا أكثر عاد الوضع لما كان عليه, منذ متى أصبحت المحاضرات تعطى من الخامسة و حتى التاسعة مساءاً. إنها الدنيا تعاندني فقط لا أكثرلن أظلم حظي الذي وقف إلى جانبي طويلا ً, لازلت أعتقد أني أكثر الناس حظا ً و هي لنعمه من الله. الحظ الجيد يذلل أشد الصعوبات قساوة
صبرت و لم أتذمر رغم المائة ميل التي أضطر لقطعها كل أسبوع مرة و لكن مهلا ً, هذه الجامعة الجديدة تمنحني من المميزات ما يجعلني حرة طليقة

تهديني وقتا ً أكثر مما أطلب و لولا الله ثم هذا الحظ الجيد ما كنت أخط الآن بقلمي من شدة ما أعاني من فراغ. نعم أصبحت أعاني منه و لكنها معاناه لذيذه, لا أشتهي مع كوب القهوة سوى قلم و ورقة و لا يحلو لأناملي أن تعانق القلم ليرقصان معا ً على أتغام معزوفة أجهلها سوى في لحظات التأمل و الصفاء
هذا يذكرني بما مضى, لم أجد الوقت قبل سنتين لأكتب ما أحب و لكن قلمي تمسك بي و صب جام غضبة من واقعي على صفحات لا أعلم ما مصيرها الآن

عندما تتكالب علينا الحياة نكتب, نشكي, ننفس عن غضب داخلي تجبرنا الظروف على الوصول إلى آخرالمطاف ... تخيل نفسك تطارد قطة و تحاصرها في النهاية عند زواية جدار, صدقني وقتها أنت من يجب أن يخاف
ليس فقط الإنسان بل و حتى الحيوان, عندما يُدفَعَان لأقصى الحدود و ينفذ منهما الصبر و يتسلل إلى قلبيهما الخوف, تعمى أعينهم و تتوقف عن التفكير عقولهم و لا تعود هناك حاسة تعمل فيهم إنما تقودهم غريزتهم
و عندما يتعلق الأمر بالغريزة يتساوى هنا الإنسان بالحيوان و لن يكون أيهما مسئولا ً عما سيفعل

0 أصـداء: