الأحد، ١٠ جمادى الأولى ١٤٢٨ هـ

♣ روح معذبة ♣


يا إلهي أني أشكرك
على هذه المصائب المتلاحقة
بقلب صادق أحمدك
على هذه العلامات

أنسيت أنت و هي
أن الله إذا أحب العبد ابتلاه
فلا تقل أنك أداة الله
سلطها علي لسوء

تلك الدموع التي أغتسل بها كل صباح
تذهب عني كل الكراهية
تنسيني ما فعلته لي بالأمس

الرعشة التي تراها على شفتي
تهيئني لضربتك القادمة
إلا أنني لا أعتادها
و في كل مرة
أشعر بها
تؤلم
أكثر
فأكثر

كيف لم أنتبه لمنبع الألم منذ البداية
إنه هنا حيث لازلت أحتفظ بحبك
النيران تحصد ما تبقى بداخلي
و ما أنت إلا حطب يغذيها
لتكبر, و تكبر, وتكبر

لدي من الكبرياء
حصون و قلاع
تحجب عنك
نظرة الانكسار
التي جاهدت كثيراً
لتلمحها من طرف عيني

لا يا عزيزي
رغم ما بي من ألم
لن أجعل تنال مرادك
سأضل صامدة
و إن كنت أموت في الدقيقة ألف مرة
فسأحرص على ألا تعلم

إلهي, لازلت أشكرك و أشكرك
بعد أن ينتهي الأمر
جل ما أريده
أن أرحل من هنا
إلى البعيد
إلى المستحيل
إلى اللا مكان
لا يهم
طالما أنه بعيدا ً عن هنا

دوام الحال من المحال
تذكر مقولة أختك الصغيرة
أمنياتي لك بحياة سعيدة
لا تستغرب فأنا أتمنى ذلك فعلاً

كما يقول شعب الأندلس
adiós

السبت، ١٨ ربيع الآخر ١٤٢٨ هـ

.• أنين في صدر الليل • .


آهـ ٍ يا وسادتي
بِت أخشى عليك ِ أن تذوبي
أمتنعت عن البوح منذ زمن
حتى أنت ِ ما عدت أشكوكِ
قتلني الناس و غلبني الزمن
أي ذنب أقترفت يداي
لم أعلم يوما ً أبداً
للنفي و السجن أرحم
من مجتمع يدعو نفسه بالـ محترم
بين كل أثنين معركة
و الكل في الحرب مشتركة
يوجد شرٌ مستعر
خلف الأبواب المغلقة
لست إلى هنا أنتمي
و ليس لي في الرحيل خيار
ما أصعب قلة الحيلة
لا تنفع الطيبة الأخيار
حياتي بمثابة جريمة
أبرز فيها بدور الضحية
و على هؤلاء التنفيذ
لا مكان هنا للرحمة
و لا مجال للرأفة
أو حتى
رصاصة الرحمة

الخميس، ١٦ ربيع الآخر ١٤٢٨ هـ

乂 قـهـوهـ المســاء 乂


جلست ذات مساء
أمام طاولة عريقة من خشب الزان
للحظه يُرهِبُني صمتها و سيطرتها على مساحه كبيرة من المكان

أفيق من أفكاري الخرساء
إنها مجرد أخشاب لا أكثر
أتحسس بأطراف أناملي تلك النقوش
إنها تحكي قصه قطيع الأفيال
!الذي غرق عابرا ً النهر


يركز فكري كعادتي على كل ثانوي
كل صغيرة قد تكون خفيت عن الأعين
أرى ذلك السنجاب المطل برأسه من تجويف في إحدى الأشجار
و تلك الفراشة التي ما أنفكت تحوم فوق رأس الراعي المنهك
و أسأل نفسي ربما للمرة المليون
أيعقل أن يغرق قطيع من الأفيال في شبر ماء !؟


يخترق صمت المكان صوت الباب الذي أنفتح بشدة
إنها الخادمه, تسير دوما ً و كأن أشباح ٌ تطاردها
هكذا هي دائما ً متهورة, لا ترى أبعد من أنفها
لا أستطيع أن أمنع نظرة غضب تشتعل في عيني لتخترق رأسها الفارغ


ترتبك حد البكاء و نظراتها طائشه في كل إتجاه
تحاول أن تعرف ما أريد و تخاف النظر إليّ مباشرة
أسلط نظري على زاوية معينه من الطاولة و بلهجه بارده آمرها أن تضع ما بيدها هنا


هدأت نفسي و خرس عقلي و لم تعد حاسه تعمل فيّ سوى حاسه واحده
أشتم بها رائحه هذا المخدر الرائع سريع المفعول


أغمض عيني
أتنشق بعمق
لا أريد لذرة من هذه الرائحه أن تهرب مني


و للمرة الثانيه أنظر للباب غاضبه
متى ستترك عنها هذا الإندفاع الطائش
!كادت مسامير الباب أن تتفكك بين أصابعها
تساءلت


دوما ً أسمع من الناس أن لي نظرة مرعبه
هل أنا فعلا ً كذلك ؟
لم أشاهدها يوما ً لأحكم
إنما يكفي أرى إنعكاسها على وجوههم


حقا ً أنا مرعبة
و أضحك بهمس لهذه الفكرة
لا يمكن لوجه طفولي كالذي أملك أن يكون مرعبا
"و أتذكر المقوله " لا تصدق كل ما تراه عيناك
إنها حقا ً عميقة المعاني
خصوصا ً في بحثنا عن الحقيقه


أعي لنفسي و لمصدر المخدر النفاث
إنها لرائحة زكية
هل من بشر يقاوم قهوة المساء ؟
لا أظن


أمرر أصبعي على حافة الكوب
أرسم نصف الدائرة التي أعتدت رسمها
و أتساءل بصمت
هل سأعثر على نصفها الآخر يوما ً ؟


من دخانها المنبعث
يهيأ لي أن تلك المخلوقات التي حُفِرَت في قلب هذه الطاولة
حية ترزق


أصوات الأفيال تضج في أذني
أنفاس الراعي المتقطعه أشعرها قربي
أكاد ألمس فراء السنجاب بيدي
و أداعب تلك الفراشة بإبتسامه مني


ثـــــــــــــــــم
صرخه مفزعه تهرب مني
" سحقا ً لك ِ من خادمة, سكبتي ما تبقى من حلمي "

.• جرح عنفوان • .


قل كل ما لديك
أفعل ما تشاء
لم يعد يهمني

تحجرت الدموع في مقلتي
نشف الدم في عروقي
ما عاد قلبي ينبض بشيء

علمتني القسوة كيف تكون
علمتني العيش بضمير مركون
علمتني حقا ً من أكون

أجرح و زد في تجريحك
أصرخ,أكذب,أضرب إن لزم الأمر
أعلم أنك خائف من ضعفك

ليتك فقط ترحل عن عالمي
تتوارى من الوجود أمامي
مثلك أبدا ً لا يضايقني
فمكانك لا يعلو باطن قدمي

أستمر على نهجك
يوما ً ما ستقع
و لن تنهض
كما تفعل الآن

يومها سيكون الضحك من نصيبي
و سأضحك كما لم أضحك من قبل
بينما الجميع يبكون على حياتك السيئة
و نهايتك المخزية البائسة