أبحث عن الأفكار في عقلي لا أجدها, أنادي عليها فلا أسمع سوى ضحكاتها المكبوتة.
أخرجي الآن لا طاقة لي للجري خلفك ِ في هذه الدهاليز المُغبِرَة, أخشى على نفسي من الضياع.
مرة أخرى لا جواب سوى ضحكة مكتومة أخرى و لكنها تبدو أقرب هذه المرة, يبدو أنها تغريني للبحث عنها بطريقتها الخاصة, لن أنقاد خلف هذه الرغبة الطفوليه بالجري في كل مكان و على وجهي تستريح ابتسامه استمتاع لذيذ و أنا أتسلل على أطراف أصابعي تجاه ذلك الظل المستلقي هناك بكل سذاجة, لا لن أتحرك من مكاني يجب أن أكون صارمة أكثر كما يفعل الكبار.
إن لم تخرجي حالا ً فسأرحل بدونك ِ , و من دون قلمي لن تري النور ثانية ً و ستضلين هنا من الوقت ما تشائين بل أكثر من ذلك بكثير.
هذه المرة كان لصوتي الأثر المطلوب فهاهي قادمة تجاهي, تلك تكتم عبرَة و الأخرى تنكس رأسها تداري دموعا ً جرت على وجنتيها و زميلة لهم تتقدم خطوتين على مضض و تتراجع أخرى و الكثير من التعابير التي توحي بخيبة الأمل.
لم أكترث و انتظرتها حتى تصل جميعا ً, فجأة بصوت يأتي من خلف المجموعة ( لن أرحل, أنا باقية هنا حتى و إن بقيت للأبد ).
نظر الجميع تجاه الصوت مذهولين و أنا معهم أجبتها ( ستبقي هنا وحدك ِ, ستشعرين بالخوف ) قالت بكل كبرياء ( فليكن إذن )
تلك الفكرة الضئيلة التي ذكرتني بنفسي كثيرا ً في صغري ألجمتني أمام الجميع بشجاعتها الغبية, تعاند لأجل أن تعاند فقط!
لحظه صمت تبعتها لحظه أطول و من ثم لحظات أطول بكثير, تذكرت حلم الطفولة بالبقاء طفلة للأبد.
ابتسمت و رفعت يدي في الهواء دون مقدمات و صرخت بهم بصوت يملئه السرور ( فلتختبئوا قبل أن أنقض عليكم ^_^ )
كانت تلك الطفلة في داخلي التي لم تكبر بعد, و لن تفعل أبدا ً.
في غضون لحظات عادت تلك الأفكار لتختفي من أمامي ثانية ً و ضحكاتها تبتعد شيئا ً فشيئا ً, لكنني تبعتها بسرور هذه المرة.